مصنع النسيج

زار طلابُ قِسمِ التصميمِ أحدَ مصانعِ النسيجِ؛ بهدفِ التعرفِ على مراحلِ وعملياتِ صناعةِ الأقمشةِ المختلفة، وذلكَ في إطارِ مشروعِهم الدراسيِّ عنِ التصميمِ النسيجي.

وخلالَ الجولة، طُرحت العديدُ منَ الأسئلةِ المُهمةِ حولَ هذهِ الصناعة. وتَعَرَّفَ الطلابُ أولاً على مصادرِ الموادِّ الخامِ المستخدمةِ؛ حيثُ يُستَورَدُ القطنُ منْ دولٍ كبرى منتجةِ، مِثل: مِصْرَ والهندِ، بينما يأتي الصوفُ منْ أستراليا المشهورةِ بتربيةِ الأغنام، وتُؤخذُ الجلودُ اللازمةُ لِمُخْتَلَفِ الاستخداماتِ منْ جلودِ الأبقارِ والأغنامِ والماعزِ حسبَ نوعِ المنتجِ المطلوب.

كما اكتسبَ الطلابُ معرفةً عمليةً حولَ اختيارِ الأقمشةِ المناسبةِ لِمُخْتَلَفِ الظروفِ البيئية؛ حيثُ يُنصَحُ في الأجواءِ الحارَّةِ، وخاصةً في البيئةِ الخليجية باستخدامِ الأقمشةِ المصنوعةِ منْ أليافٍ طبيعيةٍ كالقطنِ والكتّان؛ نظراً لقدرتِهما على السماحِ بمرورِ الهواءِ وامتصاصِ الرطوبةِ بشكلٍ فعّال، مما يوفّرُ الراحةَ لمرتديها.

كما سُلِّطَ الضوءُ أيضاً على التطورِ التكنولوجيِّ في صناعةِ النسيج. فالآلاتُ والأجهزةُ الحديثةُ تختلفُ عنِ القديمة؛ فهيَ تتميّزُ بدقّةٍ أعلى في الإنتاج، وسرعةٍ أكبرَ في التشغيل، كما أنها تستهلكُ كِمياتٍ أقلَّ منَ الطاقة، وتعتمدُ على تقنياتٍ رقميةٍ متقدمةٍ تُسهمُ في تقليلِ نسبةِ الفاقِدِ منَ الموادِّ الخامِ وزيادةِ الكفاءةِ العامةِ للعمليةِ الإنتاجية.

كما أنَّ الكثيرَ منَ الشركاتِ المُصنِّعةِ تتجهُ حاليًا إلى تبنّي ممارساتٍ صديقةٍ للبيئة. تشملُ استخدامَ القطنِ العضوي، وتطويرَ الجلودِ النباتيةِ كبديلٍ مستدام، وتطبيقَ أنظمةِ إنتاجٍ تُقلّلُ بشكلٍ كبيرٍ منَ استهلاكِ الماءِ والطاقةِ، تماشِيًا معَ المعاييرِ البيئيةِ الدوليةِ والحاجةِ للحفاظِ على المواردِ الطبيعيةِ.

لمْ تخلُ الزيارةُ منَ الحديثِ عنِ التحدياتِ التي تواجهُ هذهِ الصناعة. ومن أَبْرَزِهَا: الموازنةُ الدقيقةُ بينَ تحقيقِ أعلى جودةٍ ممكنةٍ للمنتجِ النهائيِّ، والحفاظ على سعرٍ تنافسيٍّ مقبولٍ في السوقِ، خاصّةً معَ التقلباتِ المستمرةِ في أسعارِ الموادِّ الخامِ الأوليةِ التي تُعَدُّ عنصراً رئيساً في تحديدِ تكلفةِ الإنتاجِ.

ختامًا، كانتِ الزيارةُ الميدانية مُفيدةً جدًّا لطلابِ قسمِ التصميمِ؛ فقد زوّدتْهم بفهمٍ شاملٍ وعمليٍّ لمُخْتَلَفِ جوانبِ صناعةِ النسيجِ، بِدءًا منْ مصدرِ الموادِّ وصولاً إلى التحدياتِ المعاصرةِ، مما سيُثرِي مشارِيعَهم ودراساتِهم المستقبليةَ في هذا المجالِ.