المدينةُ المنورةُ

المدينةُ المنورةُ

Listen to the conversation and answer the questions
استمع إلى المحادثة وأجب عن الأسئلة

إن المدينة المنورة ليستْ مجردَ مدينةٍ عادية؛ إنها بقعةٌ مباركةٌ، وقطعةٌ منَ الجنةِ على الأرض، يوجد المسجدُ النبوي الشريف، ثاني الحرمينِ الشريفينِ، والذي يضمُّ بينَ جنباتِهِ الروضةَ الشريفةَ، وقبرَ سيدِ الخَلْق وإمامِ المرسلينَ محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ. وإلى هذهِ البقعةِ المباركةِ تُشَدُّ الرِحَال منْ كلِّ بقاعِ الأرض، وتتوقُ أرواحُهم شوقًا وحبًا لزيارة المكان الذي نزلتْ فيهِ آياتُ القرآنِ الكريمِ وباركتْهُ خُطى النبيِّ المصطفى وأصحابه الكرامِ رضوانُ اللهِ عليهمْ أجمعينَ.

إن تاريخَ المدينةِ المنورةِ هوَ جزءٌ أصيلٌ منْ تاريخِ الإسلام؛ فإليها هَاجَرَ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، ومنْه انطلقت الدعوةِ الإسلاميةِ لتشملَ الآفاقَ وتصلَ إلى أقطارِ العالمِ كافة. وتتمتّعُ المدينةُ المنورة بأجواءٍ فريدةٍ لا تُوصفُ منَ السكينةِ والطمأنينةِ وراحةِ البالِ. يشعرُ فيها الزائرُ فورَ وصولِهِ، وكأنما قد ألقى همومَ الدنيا وأثقالَها خلفَ ظهرِهِ، ويجدُ فيها راحةً نفسيةً وسكينةً روحانيةً لا مثيلَ لها، وعلى الرَغمِ منَ الازدحامِ الدائمِ الذي تشهدُهُ المدينةُ بقدومِ الزوارِ والوفودِ منْ كلِّ مكان، إلا أنَّ الهدوءَ والخشوعَ والوقارَ يسودانِ المكانَ في معظمِ الأوقاتِ.

وحولَ المسجدِ النبويّ الشريف، تمتدُّ الساحاتُ الفسيحةُ والنظيفةُ التي تزدانُ بالمظلاتِ العملاقةِ البيضاءِ التي توفّرُ الظلَّ والراحةَ للزوارِ منْ حرارةِ الشمسِ، وتنتشرُ الفنادقُ الحديثةُ والمحالُ التجاريةُ المتنوعةُ؛ لتلبيةِ كافةِ احتياجاتِ القادمينَ إليها منْ مختلفِ الجنسياتِ والثقافاتِ. كما تضمُّ المدينةُ المنورةُ معالمَ إسلاميةً وتاريخيةً أخرى ذاتَ أهميةٍ كبرى في تاريخِ الإسلامِ، مثلَ: مسجدِ قِباء (الذي يُعدُّ أولَ مسجدٍ بُنيَ في الإسلامِ)، وجبلِ أُحُدْ (الذي كانَ شاهدًا على غزوةٍ عظيمةٍ)، ومقبرةِ البقيعِ التي تضمُّ رفاتَ الآلافِ منْ صحابةِ النبيِّ الكرامِ وأهلِ بيتِهِ وزوجاتِهِ وأبنائِهِ.