الْحَجُّ بِلَا تَصْرِيحٍ.. مُغَامَرَةٌ غَيْرُ مَأْمُونَةِ الْعَوَاقِبِ.

الْحَجُّ بِلَا تَصْرِيحٍ.. مُغَامَرَةٌ غَيْرُ مَأْمُونَةِ الْعَوَاقِبِ.

اتَّخَذَتْ السُّلُطَاتُ السُّعُودِيَّةُ خُطُوَاتٍ حَازِمَةً؛ لِضَمَانِ سَلَامَةِ الْحُجَّاجِ، وَضَمَانِ عَدَمِ دُخُولِ الْمُخَالِفِينَ الَّذِينَ تُغَرِّرُ بِهِمْ بَعْضُ شَرِكَاتِ السِّيَاحَةِ لِأَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ بِتَأْشِيرَاتٍ سِيَاحِيَّةٍ، وَتُوهِمُهُمْ بِتَوْفِيرِ مُخَيَّمَاتٍ وَوَسَائِلِ نَقْلٍ لَهُمْ مِنْ وَإِلَى الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ، إِضَافَةً إِلَى الْكَثِيرِ مِنْ الْأَكَاذِيبِ الْجَوْفَاءِ وَالْوُعُودِ الكاذبةِ. فَبَعْدَ أَنْ يَصِلَ أُولَئِكَ الْبُسَطَاءُ إلى الْأَرَاضِي السُّعُودِيَّةِ، وإِلَى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ، وَعِنْدَ وُصُولِهِمْ لِلْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ لَا يَجِدُون مَا وَعَدَهُمْ بِهِ أُولَئِكَ السَّمَاسِرَةُ. وَتَحْرِصُ وزَارَةُ الدَّاخِلِيَّةِ بِجَمِيعِ الْقِطَاعَاتِ وَالْإِدَارَاتِ التَّابِعَةِ لَهَا عَلَى الْقِيَامِ بِدَوْرٍ تَوْعَوِيٍّ مُتَمَيِّزٍ، يَتَمَثَّلُ فِي تَقْدِيمِ النُّصْحِ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَدَاءَ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ، وَأَنْ يَكُونَ جَمِيعُ الْحُجَّاجِ مِنْ الَّذِينَ اسْتَوْفَوْا الْإِجْرَاءَاتِ النِّظَامِيَّةَ. وَقَبْلَ بِدَايَةِ مَوْسِمِ الْحَجِّ الْحَالِيِّ بِوَقْتٍ كَافٍ، جَدَّدَتْ السُّلُطَاتُ السُّعُودِيَّةُ تَأْكِيدَاتِهَا بِوُجُوبِ الْحُصُولِ عَلَى التَّصَارِيحِ النِّظَامِيَّةِ اللَّازِمَةِ لِأَدَاءِ الْفَرِيضَةِ، وَحَذَّرَتْ الْجَمِيعَ مِنْ مَغَبَّةِ مُحَاوَلَةِ الْقَفْزِ عَلَى الْإِجْرَاءَاتِ النِّظَامِيَّةِ

الْمَرْعِيَّةِ. كَمَا أَعْلَنَتْ عَنْ فَرْضِ عُقُوبَاتٍ صَارِمَةٍ بِحَقِّ كُلِّ مَنْ يَتَوَرَّطُ فِي هَذِهِ الْجَرِيمَةِ غَيْرِ الْأَخْلَاقِيَّةِ.

وَيُعْزَى السَّبَبُ فِي مَنْعِ الْمُخَالِفِينَ مِنْ أَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ وَالتَّمَسُّكِ بِأَنْ يَكُونَ جَمِيعُ الْحُجَّاجِ مِنْ الَّذِينَ اسْتَوْفَوْا الشُّرُوطَ النِّظَامِيَّةَ الْمَطْلُوبَةَ، إِلَى حِرْصِ الْمَمْلَكَةِ عَلَى تَوْفِيرِ أَعْلَى دَرَجَاتِ الرِّعَايَةِ لِلْحُجَّاجِ النِّظَامِيِّينَ، الَّذِينَ أَتَوْا مِنْ بِلَادِهِمْ لِأَدَاءِ الرُّكْنِ الْأَعْظَمِ مِنْ الْإِسْلَامِ، حَيْثُ يَتَوَفَّرُ لِهَؤُلَاءِ كَافَّةُ الْخِدْمَاتِ الَّتِي قَدْ يَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا، مِثْلِ الْخِدْمَاتِ الصِّحِّيَّةِ وَالْمَسَاكِنِ الْمُلَائِمَةِ وَوَسَائِلِ النَّقْلِ الْمُرِيحَةِ الَّتِي تُعِينُهُمْ عَلَى أَدَاءِ مَنَاسِكِهِمْ بِأَعْلَى دَرَجَاتِ الطُّمَأْنِينَةِ وَالْأَمَانِ.

أَمَّا ضُيُوفُ الرَّحْمَنِ النِّظَامِيُّونَ، فَهَؤُلَاءِ يَجِدُونَ التَّرْحِيبَ مِنْ كَافَّةِ الْأَجْهِزَةِ الْمُخْتَصَّةِ وَمِنْ الشَّعْبِ السُّعُودِيِّ، وَهُمْ فِي حَدَقَاتِ الْعُيُونِ وَسَيَجِدُونَ كَافَّةَ مَا يَحْتَاجُونَهُ مِنْ دَعْمٍ لِأَدَاءِ مَنَاسِكِهِمْ بِسُهُولَةٍ وَيُسْرٍ، وَيَكْفِي أَنَّ هَذِهِ الْبِلَادَ الْمُبَارَكَةَ قَدْ رَفَعَتْ – قِيَادَةً وَشَعْبًا – شِعَارَهَا الْخَالِدَ (خِدْمَةُ الْحَاجِّ شَرَفٌ لَنَا).

المصدر: (د. علي آل شرمة/ بتصرف)