فِي بِدَايَةِ الْفَصْلِ الدِّرَاسِيِّ، كُنْتُ أَعْتَقِدُ أَنَّ الِامْتِحَانَاتِ بَعِيدَةٌ، وكُنْتُ أَدْرُسُ أَحْيَانًا، لَكِنْ مَعَ اقْتِرَابِ الْأُسْبُوعِ الْأَخِيرِ، شَعَرْتُ بِالْقَلَقِ، فالْمَوَادُّ كَثِيرَةٌ، وَالْوَقْتُ قَصِيرٌ، وَلَمْ أَكُنْ مُسْتَعِدًّا.
وفِي يَوْمِ الْجُمْعَةِ، جَلَسْتُ مَعَ نَفْسِي وَكَتَبْتُ قَائِمَةً بِكُلِّ الْمَوَادِّ الَّتِي أَحْتَاجُ لِمُرَاجَعَتِهَا. ثُمَّ كَتَبْتُ جَدْوَلًا بَسِيطًا لِلْمُذَاكَرَةِ. وخَصَّصْتُ سَاعَتَيْنِ لِكُلِّ مَادَّةٍ، مَعَ وَقْتٍ لِلِاسْتِرَاحَةِ، وَوَقْتٍ لِلنَّوْمِ. وقَرَّرْتُ أَنْ أَبْدَأَ بِالْمَادَّةِ الْأَصْعَبِ بِالنِّسْبَةِ لِي، وَهِيَ الْفِيزْيَاءُ. كُنْتُ أَدْرُسُ فِي الصَّبَاحِ، وَأُرَاجِعُ فِي الْمَسَاءِ. اسْتَخْدَمْتُ أَلْوَانًا مُخْتَلِفَةً فِي التَّلْخِيصِ، وَرَاجَعْتُ مَعَ أَصْدِقَائِي عَبْرَ الْهَاتِفِ. فِي الْبِدَايَةِ، شَعَرْتُ بِالْإِرْهَاقِ، لَكِنْ بَعْدَ يَوْمَيْنِ، بَدَأْتُ أُلَاحِظُ الْفَرْقَ. أَصْبَحْتُ أَفْهَمُ الْمَعْلُومَاتِ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ، وَأَشْعُرُ بِثِقَةٍ أَكْبَرَ. كُنْتُ أَحْرِصُ عَلَى النَّوْمِ مُبَكِّرًا، وَتَنَاوُل طَعَامٍ صِحِّيٍّ، وَأَبْتَعِدُ عَنْ الْهَاتِفِ أَثْنَاءَ الدِّرَاسَةِ. كَمَا أَنَّنِي خَصَّصْتُ وَقْتًا قَصِيرًا لِلْمَشْيِ فِي الْحَدِيقَةِ كُلَّ مَسَاءٍ.
وعِنْدَمَا جَاءَتْ الِامْتِحَانَاتُ، لَمْ أَكُنْ خَائِفًا كَمَا كُنْتُ فِي الْبِدَايَةِ. وأَجَبْتُ عَنْ الْأَسْئِلَةِ بِهُدُوءٍ، وَانْتَهَيْتُ مِنْ مُعْظَمِهَا قَبْلَ الْوَقْتِ. وبَعْدَ أُسْبُوعَيْنِ، ظَهَرَتْ النَّتَائِجُ، ونَجَحْتُ فِي جَمِيعِ الْمَوَادِّ، وَحَصَلْتُ عَلَى دَرَجَاتٍ عَالِيَةٍ فِي الْفِيزْيَاءِ وَاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ. وتَعَلَّمْتُ مِنْ هَذِهِ التَّجْرِبَةِ أَنَّ التَّنْظِيمَ لَيْسَ صَعْبًا، لَكِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى قَرَارٍ.