أول وظيفة

أول وظيفة

قَبْل أُسْبُوعَيْنِ، قَرَأتُ إِعْلَانًا لِوَظِيفَةِ مُسَاعَدَةٍ إِدَارِيَّةٍ فِي إِحْدَى اَلشَّرِكَاتِ اَلصَّغِيرَةِ. كُنْتُ مُتَحَمِّسَةً وَخَائِفَةً فِي نَفْسِ اَلْوَقْتِ، فَهِيَ أَوَّلُ مُقَابَلَةِ عَمَلِ لِي. أَعْدَدْتُ سِيرَتِي اَلذَّاتِيَّةُ، وَطَلَبَتُ مِنْ أُسْتَاذَتِي فِي اَلْجَامِعَةِ أَنَّ تَرَاجُعَهَا.

وفِي اَلْيَوْمِ اَلتَّالِي، أَرْسَلَتُهَا مَعَ رِسَالَةِ تَقْدِيمٍ بَسِيطَةٍ. بَعْدُ يَوْمَيْنِ، وَصَلَتْنِي رِسَالَةٌ مِنْ اَلشَّرِكَةِ تَدْعُونِي لِلمُقَابَلَةِ الشَخْصِيَّةٍ.

 فِي صَبَاحِ يَوْمِ اَلْمُقَابَلَةِ، اِسْتَيْقَظَتُ مُبَكِّرًا. اِرْتَدَيْتُ عَبَاءَةٌ رَسْمِيَّةٌ بَسِيطَةٌ، وَرَبَطْتُ حِجَابِي بِعِنَايَةٍ. وجَهَّزْتُ مِلَفِّي، وَخَرَجْتُ قَبْلَ اَلْمَوْعِدِ بِسَاعَةِ حَتَّى لَا أَتَأَخَّرُ. وعِنْدَ دُخُولِي اَلْمَكْتَبِ، اِسْتَقْبَلَتْنِي مُوَظَّفَةُ اَلِاسْتِقْبَالِ بِابْتِسَامَةٍ، وجَلَسْتُ فِي قَاعَةِ اَلِانْتِظَارِ. وبُعْدها، دَخَلْتُ عَلَى لَجْنَةٍ مِنْ شَخْصَيْنِ، وسَأَلُونِي عَنْ دِرَاسَتِي، وَمَهَارَاتِي، وَلِمَاذَا أُرِيد هَذِهِ اَلْوَظِيفَةِ؟

كُنْتُ مُتَوَتِّرَةً فِي اَلْبِدَايَةِ، ثُمَّ بَدَأتُ أَتَكَلَّمُ بِثِقَةٍ، وأَخْبَرَتْهُمْ أَنَّنِي أَحَبَّ اَلتَّنْظِيمَ، وَأُجِيد اَلْعَمَلَ عَلَى اَلْحَاسُوبِ، وَأَتَعَلَّمُ بِسُرْعَةٍ.

فِي اَلنِّهَايَةِ، شَكَرُونِي وَقَالُوا إِنَّهُمْ سَيَتَّصِلُونَ بِي خِلَالَ أَيَّامٍ. وبَعْدَ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَصَلَتْنِي رِسَالَةُ اَلْقَبُولِ، كَانَتْ لَحْظَةٌ لَا تَنْسَى. شَعَرتُ حينها أَنَّ جُهْدِي لَمْ يَذْهَبْ هَبَاء، وَأَنْها بِدَايَة طَرِيقِي.