القراءة في المقهى

القراءة في المقهى

كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يُفَضِّلُونَ الْقِرَاءَةَ فِي أَمَاكِنَ هَادِئَةٍ، مِثْلِ: الْمَكْتَبَاتِ أَوْ الْبُيُوتِ، أَمَّا أَنَا، فَأُحِبُّ الْقِرَاءَةَ فِي الْمَقْهَى. قَدْ يَبْدُو ذَلِكَ غَرِيبًا، لَكِنَّنِي أَجِدُ فِي الْمَقْهَى ما يُسَاعِدُنِي عَلَى التَّرْكِيزِ. لَا أَقْصِدُ الْمَقَاهِيَ الصَّاخِبَةَ، بَلْ تِلْكَ الهادئة. فعِنْدَمَا أَفْتَحُ كِتَابًا وَأَطْلُبُ قَهْوَتِي، أَشْعُرُ أَنَّنِي فِي عَالَمٍ خَاصٍّ، أَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْمَلَاعِقِ وَالْكُؤُوسِ، وَأُشَاهِدُ الزَّبَائِنَ يَدْخُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، لَكِنَّنِي لَا أَنْشَغِلُ عَنْ الْقِرَاءَةِ. أُفَكِّرُ فِي الْمَهَامِّ وَالْوَاجِبَاتِ فِي الْبَيْتِ، أَمَّا فِي الْمَقْهَى، فَلَا شَيْءَ يَشْغَلُنِي.

أَحْيَانًا، أَكْتُبُ أَفْكَارِي أَوْ أُدَوِّنُ مُلَاحَظَاتِي فِي دَفْتَرٍ صَغِيرٍ. وَيَمْنَحُنِي الْمَكَانُ الْإِلْهَامَ، كَمَا يَمُرُّ الْوَقْتُ بِسُرْعَةٍ. أُحِبُّ أَنْ أَجْلِسَ قُرْبَ النَّافِذَةِ، وَأَقْرَأَ، وَأَنَا أَشْرَبُ الشَّايَ بِالنَّعْنَاعِ.

أَعْلَمُ أَنَّ لِكُلِّ شَخْصٍ طَرِيقَتَهُ فِي الِاسْتِمْتَاعِ بِالْقِرَاءَةِ، لَكِنَّ الْمَقْهَى بِالنِّسْبَةِ لِي أَكْثَرُ مِنْ مَكانٍ لِشُرْبِ الْقَهْوَةِ. إِنَّهُ مِسَاحَتِي الصَّغِيرَةُ لِلْهُدُوءِ وَالْخَيَالِ.