في تاريخ 11 فبراير 2020 تَنَاوَلَتِ الصَّحَفِيَّةُ نَهَى عُمَرَ مَوْضُوعَ الْمِهَنِ التَّقْلِيدِيَّةِ فِي مَدِينَةِ الْعُلَا السُّعُودِيَّةِ، مُرَكِّزَةً عَلَى رَعْيِ الْإِبِلِ وَالزِّرَاعَةِ كَمِهَنٍ تَوَارَثَهَا الْأَهَالِي عَبْرَ الْأَجْيَالِ.
رَعْيُ الْإِبِلِ: مِهْنَةٌ مُتَجَذِّرَةٌ فِي ثَقَافَةِ الْعُلَا
أَوْضَحَ إِبْرَاهِيمُ الضَّوَانِ الْبَلَوِيُّ، أَحَدُ مُرَبِّي الْإِبِلِ، أَنَّ الْعَلَاقَةَ بَيْنَ الرَّاعِي وَالإِبِلِ تَتَجَاوَزُ كَوْنَهَا مِهْنَةً لِتُصْبِحَ عَلَاقَةً عَائِلِيَّةً، حَيْثُ تَتَعَرَّفُ الإِبِلُ عَلَى أَصْحَابِهَا وَتَسْتَجِيبُ لِأَسْمَائِهَا. وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ الإِبِلَ كَانَتْ تَعْتَمِدُ سَابِقًا عَلَى الْمَرَاعِي الطَّبِيعِيَّةِ، أَمَّا الآنَ فَتَعْتَمِدُ عَلَى الْأَعْلَافِ الْمَزْرُوعَةِ مِثْلَ الشَّعِيرِ وَالْبَرْسِيمِ بِسَبَبِ قِلَّةِ الْأَمْطَارِ.
كَذَلِكَ أَشَارَ الضَّوَانُ إِلَى أَنَّ الإِبِلَ كَانَتْ مَصْدَرًا رَئِيسًِا لِلْغِذَاءِ، حَيْثُ تَنْتِجُ النَّاقَةُ الْوَاحِدَةُ حَوَالَيْ خَمْسَةَ عَشَرَ لِتْرًا مِنَ الْحَلِيبِ يَوْمِيًّا. أَمَّا الآنَ، فَقَدْ أَصْبَحَتْ مَصْدَرًا لِلتِّجَارَةِ، حَيْثُ تَصِلُ أَسْعَارُ بَعْضِ الإِبِلِ إِلَى ثلاثين مِلْيُونَ رِيَالٍ سُعُودِيٍّ.
الزِّرَاعَةُ: وَاحَاتٌ خَضْرَاءُ فِي قَلْبِ الصَّحْرَاءِ
التَقَتْ "سْكَايْ نْيُوزْ عَرَبِيَّة" أَيْضًا بِالْمُزَارِعِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى، الْمَعْرُوفِ بِـ"أَبُو مَاجِد"، الَّذِي أَنْشَأَ مَزْرَعَةً تُعَبِّرُ عَنْ جَمَالِ الْعُلَا، حَيْثُ تَنْتَشِرُ فِيهَا الْأَشْجَارُ وَتُحِيطُ بِهَا الْجِبَالُ الشَّاهِقَةُ. وَأَكَّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْحِفَاظِ عَلَى تُرَاثِ الْأَجْدَادِ فِي الزِّرَاعَةِ.
الْمُمَارَسَاتُ التَّقْلِيدِيَّةُ فِي حِفْظِ الْمُنْتَجَاتِ
أَوْضَحَ مَاجِدُ الضَّوَانِ، مَالِكُ إِبْلٍ آخَرَ، أَنَّ حَلِيبَ الإِبِلِ يُحْفَظُ فِي "الصَّمِيلِ"، وَهُوَ وِعَاءٌ مَصْنُوعٌ مِنْ جِلْدِ الْأَغْنَامِ، لِمُدَّةٍ تَصِلُ إِلَى ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. وَلِصُنْعِ الزُّبْدَةِ، يُسْتَخْدَمُ "الْغَرْبُ"، حَيْثُ يُخَضُّ اللَّبَنُ دَاخِلَهُ حَتَّى تَتَكَوَّنَ الزُّبْدَةُ.
الاِسْتِخْدَامَاتُ الْعِلَاجِيَّةُ لِحَلِيبِ الإِبِلِ:
أَشَارَ الضَّوَانُ إِلَى أَنَّ أَهْلَ الْبَادِيَةِ يَسْتَخْدِمُونَ حَلِيبَ الإِبِلِ لِأَغْرَاضٍ عِلَاجِيَّةٍ، حَيْثُ يُعْتَقَدُ أَنَّ خَلْطَ بَوْلِ الإِبِلِ بِالْحَلِيبِ يُسَاعِدُ فِي تَنْظِيفِ الْمَعِدَةِ. وَذَكَرَ أَنَّهُ شُفِيَ مِنْ مَشَاكِلِ الْقَوْلُونِ بَعْدَ تَنَاوُلِ هَذِهِ الْخَلِطَةِ.
(سكاي نيوز العربية)