التنمر: شَكْلٌ مِنْ أَشْكَالِ الْعُنْفِ، وَهُوَ أَيُّ سُلُوكٍ عُدْوَانِيٍّ يَتَسَبَّبُ فِيهِ شَخْصٌ أَوْ مَجْمُوعَةٌ مِنْ الْأَشْخَاصِ عَنْ قَصْدٍ، وَبِشَكْلٍ مُتَكَرِّرٍ عِدَّةَ مَرَّاتٍ، وقَدْ يُؤَدِّي التَّنَمُّرُ إِلَى إِلْحَاقِ الْأَذَى أَوْ الضِّيقِ بِالشَّخْصِ الْمُسْتَهْدَفِ سَوَاء كَانَ طِفْلًا أَوْ شَابًّا بِمَا فِي ذَلِكَ الْأَذَى الْجَسَدِيُّ، أَوْ النَّفْسِيُّ، أَوْ الِاجْتِمَاعِيُّ، أَوْ التَّعْلِيمِيُّ، وَتَشْمَلُ الْأَنْوَاعُ الشَّائِعَةُ مِنْ التَّنْمُّرِ مَا يَلِي:
1-اَلْجَسَدِيُّ، مِثْلَ: الضَّرْبِ وَالرَّكْلِ وَالسَّرِقَةِ).
2-اَللَّفْظِيُّ، مِثْلَ: الشَّتَائِمِ وَالْمُضَايَقَةِ.
3-الْعَلَاقَةُ الِاجْتِمَاعِيَّةُ، مِثْلَ: نَشْرِ الشَّائِعَاتِ، أَوْ اسْتِبْعَادِهِ مِنْ مَجْمُوعَةٍ لِإِيذَائِهِ.
4- اَلتَّنَمُّرُ الْإِلِكْتِرُونِيُّ، مِثْلُ: اَلسُّخْرِيَةِ مِنْ شَخْصٍ مَا، أَوْ تَرْهِيبُهُ مِنْ خِلَالِ الرَّسَائِلِ النَّصِّيَّةِ أَوْ الشَّبَكَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ أَوْ اخْتِرَاقِ حِسَابِه.
5- إِلْحَاقُ الضَّرَرِ بِمُمْتَلَكَاتِ الشَّخْصِ اَلْمُتَنَمِّرِ عَلَيْهِ.
وَيُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ اَلتَّنَمُّرُ أَيْضًا مِنْ خِلَالِ اَلتِّكْنُولُوجْيَا، وَاَلَّذِي يُسَمَّى اَلتَّنَمُّرَ اَلْإِلِكْتِرُونِيَّ أَوْ اَلتَّسَلُّطَ عَبْرَ اَلْإِنْتَرْنِتْ، وَيَكُونُ فِي صُورَةِ تَهْدِيدٍ لَفْظِيٍّ أَوْ سُلُوكِيٍّ مِنْ خِلَالِ التِّكْنُولُوجْيَا الْإِلِكْتِرُونِيَّةِ، مِثْل: الْهَوَاتِفِ الْمَحْمُولَةِ، أَوْ الْبَرِيدِ الْإِلِكْتِرُونِيِّ، أَوْ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ، أَوْ اَلرَّسَائِلِ النَّصِّيَّةِ.
وَلَا أَحَدَ يُولَدُ مُتَنَمِّرًا، وَمَعَ ذَلِكَ يُمْكِنُ لِأَيِّ شَخْصٍ تَطْوِيرُ وَاكْتِسَابُ سُلُوكِيَّاتِ التَّنَمُّرِ فِي ظِلِّ ظُرُوفٍ مُعَيَّنَةٍ، تَتَضَمَّنُ بَعْضَ الْأَسْبَابِ، منها: تَعْرِضُ مُعْظَمُ الْأَطْفَالِ الَّذِينَ يُمَارِسُونَ التَّنَمُّرَ لِلتَّنَمُّرِ، وَالِانْضِمَامِ إِلَى مَجْمُوعَةٍ مِنْ الْمُتَنَمِّرِينَ سَعْيًا وَرَاءَ الشَّعْبِيَّةِ أَوْ الْقَبُولِ مِنْ قِبَلِ الْآخَرِينَ، أَوْ لِتَجَنُّبِ التَّعَرُّضِ لِلتَّنَمُّرِ، وَتَطْوِيرِ وَاكْتِسَابِ السُّلُوكِ الْعُدْوَانِيِّ وَالتَّنَمُّرِ فِي الْمَنْزِلِ أَوْ فِي الْمَدْرَسَةِ أَوْ مِنْ خِلَالِ وَسَائِلِ الْإِعْلَامِ. وَالشُّعُورِ بِالتَّجَاهُلِ فِي الْمَنْزِلِ أَوْ الْمُعَانَاةِ مِنْ عَلَاقَةٍ سَلْبِيَّةٍ مَعَ الْوَالِدَيْنِ. أو الشُّعُورِ بِالضَّعْفِ وَالْعَجْزِ نَتِيجَةَ حِمَايَةِ الْوَالِدَيْنِ لَهُمْ بِشَكْلٍ مُفْرِطٍ مِمَّا يَجْعَلُهُمْ يَبْحَثُونَ عَنْ طُرُقٍ أُخْرَى لِاكْتِسَابِ الْقُوَّةِ وَمُمَارَسَةِ السَّيْطَرَةِ عَلَى الْآخَرِينَ، إِضَافَةً إِلَى الْغَيْرَةِ وَالْبَحْثِ عَنْ الِاهْتِمَامِ، وَانْعِدَامُ الْأَمْنِ الْعَاطِفِيِّ وَالنَّفْسِيِّ، وَعَدَمُ الْوَعْيِ بِالْأَثَرِ الضَّارِّ الْحَقِيقِيِّ لِلتَّنَمُّرِ عَلَى الضَّحَايَا.
إِذَا كَانَ الطِّفْلُ يَتَنَمَّرُ عَلَى شَخْصٍ آخَر، فَلَا تَتَجَاهَلْهُ وَاتَّخِذْ الْإِجْرَاءَ بِأَسْرَعِ مَا يُمْكِنُ؛ حَيْثُ إِنَّهُ عَلَى الْمَدَى الطَّوِيلِ يَسْتَمِرُّ الْمُتَنَمِّرُونَ فِي مُوَاجَهَةِ الْمَشَاكِلِ وَالَّتِي قَدْ تَزْدَادُ سُوءًا إِذَا سُمِحَ بِذَلِكَ، وغَالِبًا مَا يُصْبِحُ هَؤُلَاءِ الْمُتَنَمِّرُونَ أَقَلَّ نَجَاحًا فِي حَيَاتِهِمْ الْعَمَلِيَّةِ وَالْعَائِلِيَّةِ، وَقَدْ يَتَطَوَّرُ سُلُوكُهُمْ الْعُدْوَانِيُّ وَيُوَاجِهُونَ مَشَاكِلَ مَعَ الْقَانُونِ.
المصدر: (وزارة الصحة السعودية)