زراعة الأعضاء

زراعة الأعضاء

Listen to the conversation and answer the questions
استمع إلى المحادثة وأجب عن الأسئلة

تُعدُّ الكُلى أكثرَ الأعضاءِ التي تُجرى لها عملياتُ زراعةٍ على مستوى العالمِ، تليها الكبدُ منْ حيثُ العددُ، ثمَّ يأتي بعدَهُما القلبُ والرئتانِ كأعضاءٍ تتطلبُ عملياتُ زراعتِها دقةً وتعقيدًا أكبرَ. وكلُّ عمليةِ زراعةٍ تتطلبُ فريقا طبيا عالي التخصصِ، يضمُّ الجَرَّاح الرئيسَ، وفريقَ التخديرِ، والممرّضينَ الذين تدربوا تدريبًا عاليًا، بالإضافةِ إلى دورِ دعمِ ومساندةِ أهلِ المريض.

وللتبرّعِ بالأعضاءِ، سواءً كانَ المتبرّعُ حيًّا أو متوفِّيا دماغيًّا، شروطٌ أساسيةٌ ومعاييرُ صارمةٌ تضمنُ سلامةَ الإجراءِ والجوانبَ الأخلاقيةَ والإنسانيةَ المرتبطةَ بهِ. فالمتبرّعُ يجبُ أنْ يكونَ إنسانًا سليمَ العقلِ، وراضيًا وموافقًا على قرارِ التبرّعِ (إذا كانَ حيًّا)، بالغًا السنَّ القانونيَّ، ويُفَضَّلْ أنْ يكونَ قرارُهُ معروفًا ومؤيّدًا لدى أهلهِ وأصدقائِهِ المقرّبينَ. ويتمُّ التأكيدُ بشكلٍ دائمٍ على أنَّ التبرّعَ بالأعضاءِ هوَ عملٌ إنسانيٌّ نبيلٌ وكرمٌ بالغٌ يهدفُ في المقامِ الأولِ إلى إنقاذِ حياةِ إنسانٍ  أو تحسينِها، وليسَ شكلا منَ أشكالِ التجارة أو وسيلة للربحِ الماديِّ.

وتتمُّ العمليةُ الجراحيةُ نفسُها بدقّةٍ متناهيةٍ وتخطيطٍ مسبقٍ شاملٍ؛ حيثُ تُجهَّزُ غرفةُ العملياتِ بأحدثِ الأجهزةِ وَالْمُعَدَّات وبأعلى المعاييرِ العالميةِ، ويقومُ الفريقُ الطبيُّ بتجهيزِ اَلْأَدَوات اَلْجِرَاحِيَّةِ وَأعضاء التبرع، وانتظارِ الإشارةِ المناسبةِ لبدءِ العمليةِ. وحينَ تُؤخذُ الأعضاءُ منَ المتبرّعِ (في حالةِ الوفاةِ الدماغيةِ)، تُحفظُ فورًا في محاليلَ طبيةٍ خاصةٍ وظروفٍ دقيقةٍ جدًّا من حيثُ درجة الحرارةِ والبيئةِ؛ للحفاظِ على حيويتِها وصلاحيتِها لحينِ زراعتِها في  جسدِ المريض المتلقّي خلالَ نافذةٍ زمنيةٍ حرجةٍ ومحدودةٍ تختلفُ باختلافِ نوعِ العضوِ.

ومنَ المنظورِ الإنسانيِّ والأخلاقيِّ والدينيِّ، فالتبرّع بالأعضاءِ أسمى معاني الإيثارِ والعطاء، وصدقةٌ جاريةٌ عظيمةٌ يمتدُّ أجرُها بعدَ وفاةِ المتبرّع.