Listen to the conversation and answer the questions
استمع إلى المحادثة وأجب عن الأسئلة
انطلقنا فجرًا، والسماءُ ما زالتْ ملبّدةً بالغيوم، والطريقُ شبهُ خال.
كانَ سالمٌ يقودُ السيارةَ مستمتعًا بالصمتِ، بينما كنتُ أجلسُ بجانبِهِ متأملًا المشهدَ القاتمَ منَ النافذةِ، كانَ الجوُّ يُوحي بشيءٍ قادم.
وصلنا إلى منطقةِ التلالِ، وفجأةً بدأتْ السماءُ تُمطرُ بغزارةٍ غيرِ متوقعة.
توقفنا على عجلٍ تحتَ شجرةٍ ضخمةٍ لنحتميَ منَ المطر، وبدأنا نَصْبَ الخيمةِ بصعوبةٍ بالغةٍ وسطَ الرياحِ التي اشتدتْ، تبللتْ أمتعتُنا جزئيًّا قبلَ أنْ نتمكنَ منَ الانتهاء.
كانَ إشعالُ النارِ تحديًا حقيقيًّا في هذا الجوِّ، لكنَّنا نجحنا أخيرًا في ذلكَ باستخدامِ بَعضِ الحَطَبِ الجافِّ الذي كنا قد أحضرناهُ معنا. جلسنا متقاربَينِ حولَها، نحتسي القهوةَ الدافئة، ونتبادلُ النظراتِ الممزوجةَ بالتوترِ والمرح.
خالد، الذي كانَ منَ المفترضِ أنْ يَنْضَمَّ إلينا باكرًا، وصلَ متأخرًا جدًّا، وجهُهُ شاحبٌ ويَحمِلُ آثارَ تعبٍ وقلق، وحقيبةً يبدو أنها تحتوي على ما تَبقَّى منَ مؤونتِهِ بعدَ رحلةٍ مُتَعثِرة. قالَ بصوتٍ متعبٍ:
"الطقسُ قَلَبَ كلَّ شيءٍ... كنت سأعود إلى البيت."
في المساءِ، حينَ تَوقَّفَ المطرُ وظَهرتِ النجومُ خَجولةً بينَ السحبِ المتفرقةِ، خرجنا من الخيمة مستسلمِينَ لسكينةٍ أَعْقَبَتْ يومًا صعبا.
لمْ ننسَ المدنَ والضجيجَ تمامًا، فقد ذكّرَتنا الطبيعةُ بتَقلُّبَاتِها بأنَّ الحياةَ ليستْ دائمًا هادئةً.
عُدنَا بَعدها إلى بُيوتِنا مُتّسخينَ بالطينِ والتعب، لكنْ بقلوبٍ تَحملُ قِصةً أخرى، قِصةَ تَحَدٍّ صغيرٍ في يومٍ لمْ يَكُنْ عاديًّا على الطريقِ إلى الجبال.