أَنَا أَعْمَلُ فِي مَرْكَزِ خِدْمَةِ عُمَلَاءِ لِشَرِكَةِ اتِّصَالَاتٍ مُنْذُ ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ. يَبْدَأُ عَمَلِي فِي السَّاعَةِ الثَّامِنَةِ صَبَاحًا، لَكِنَّنِي أَسْتَيْقِظُ فِي السَّادِسَةِ؛ لأَتَنَاوَلَ إِفْطَارِي وَأُصِلَ مُبَكِّرًا. وَعِنْدَمَا أَصِلُ، أَفْتَحُ جِهَازَ الْحَاسُوبِ وَأَدْخُلُ عَلَى نِظَامِ الرَّدِّ الْآلِيِّ. وتَأْتِي أَوَّلُ الْمُكَالَمَاتِ بَعْدَ دَقَائِقَ، بَعْضُ الْعُمَلَاءِ يَسْأَلُونَ عَنْ الْفَوَاتِيرِ، وَالْبَعْضُ الْآخَرُ يُوَاجِهُ مُشْكِلَةً فِي الْإِنْتَرْنِتْ. وَيَجِبُ أَنْ أَكُونَ هَادِئًا دَائِمًا، إذا كَانَ الْعَمِيلُ غَاضِبًا. وأَسْتَمِعُ جَيِّدًا، وَأُحَاوِلُ أَنْ أَشْرَحَ الْحَلَّ بِلُغَةٍ بَسِيطَةٍ. وأُضْطَرُّ- أَحْيَانًا- إِلَى تَحْوِيلِ الْمُكَالَمَةِ إِلَى الْقِسْمِ الْفَنِّيِّ، وَأَحْيَانًا أَسْتَطِيعُ حَلَّ الْمُشْكِلَةِ بِنَفْسِي. أَتَعَامَلُ خِلَالَ الْيَوْمِ مَعَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ مُكَالَمَةً. بَعْضُهَا يَسْتَغْرِقُ دَقِيقَتَيْنِ، وَبَعْضُهَا قَدْ يَصِلُ إِلَى عَشْرِ دَقَائِقَ. الْمُهِمُّ أَنْ أُسَاعِدَ الْعَمِيلَ وَأَجْعَلَهُ يَشْعُرُ بِالرِّضَا. وفِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ ظُهْرًا، أَحْصُلُ عَلَى اسْتِرَاحَةٍ لِمُدَّةِ نِصْفِ سَاعَةٍ.
أَتَنَاوَلُ الْغَدَاءَ مَعَ زُمَلَائِي. وَبَعْدَ الْعَوْدَةِ، أُكْمِلُ الرَّدَّ عَلَى الْمُكَالَمَاتِ حَتَّى نِهَايَةِ الدَّوَامِ فِي الرَّابِعَةِ عَصْرًا. وَفِي بَعْضِ الْأَيَّامِ، أَعْمَلُ مَسَاءً. وهَذَا الْعَمَلُ يَتَطَلَّبُ صَبْرًا، وَقُدْرَةً عَلَى التَّرْكِيزِ، وَمَهَارَاتِ تَوَاصُلٍ جَيِّدَة. وأَحْيَانًا يَكُونُ مُرْهِقًا، لَكِنَّنِي فَخُورٌ بِعَمَلِي، وَأَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ عِنْدَمَا أَسْمَعُ عَمِيلًا يَقُولُ: "شُكْرًا لَكَ، لَقَدْ سَاعَدْتَنِي كَثِيرًا".