سامي طالِبٌ في الصَّفِّ السّادِسِ، يَعيشُ في حَيٍّ صَغيرٍ مَع أُسْرَتِهِ، وَيُحِبُّ الذَّهابَ إِلى المَدْرَسَةِ وَالمَكْتَبَةِ وَالمَلْعَبِ، لَكِنَّهُ لا يُحِبُّ أَنْ يَمْشيَ كَثيرًا. في كُلِّ صَباحٍ، يَرى صَديقَهُ نادِرًا يَرْكَبُ دَرّاجَةً جَميلَةً ويَصِلُ إِلى المَدْرَسَةِ قَبْلَ الجَميعِ.
وَفي يَومٍ مِن الأَيّامِ، قالَ سامي لِأَبيهِ: "أُريدُ دَرّاجَةً مِثْلَ نادِر!" ابْتَسَمَ الأَبُ وَقالَ: "لَدَيْنا دَرّاجَةٌ قَديمَةٌ في المَخْزَنِ، لَكِنَّها تَحْتاجُ إِلى تَصْليح". شَعَرَ سامي بِالحُزْنِ، لَكِنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يُصْلِحَها بِنَفْسِهِ.
ذَهَبَ سامي مَع والِدِهِ إِلى السُّوقِ وَاشْتَرى عَجَلاتٍ جَديدَةً وَمِقْعَدًا. نَظَّفَ الدَّرّاجَةَ، وَغَيَّرَ القِطَعَ القَديمَةَ، وَطَلاها بِاللَّوْنِ الأَحْمَرِ. وَبَعْدَ أُسْبوعٍ مِنَ العَمَلِ، أَصْبَحَتِ الدَّرّاجَةُ جاهِزَةً.
في اليَوْمِ التّالي، رَكِبَ سامي دَرّاجَتَهُ وَذَهَبَ إِلى المَدْرَسَةِ. كانَ سَعيدًا جِدًّا. قالَ لَهُ نادِر: "دَرّاجَتُكَ رائِعَةٌ! هَلْ هِيَ جَديدَةٌ؟" ضَحِكَ سامي وَقالَ: "كانَتْ قَديمَةً، لَكِنِّي أَصْلَحْتُها بِنَفْسِي."