السيرة الذاتية (الأدبية)

السيرة الذاتية (الأدبية)

 "السيرة الذاتية" تطلق على:  

1.     الأدبية: نوع من الكتابة الأدبية تتناول أحداث من حياة أشخاص.  

2.     الوظيفية: نوع من الكتابة والوظيفية تركز على المؤهلات المهنية والأكاديمية لغرض التوظيف أو الدراسة. 

توجيهات: 

تعرف على كيفية كتابة رسالة سيرتك الذاتية. 

اقرأ النص والنصائح، ثم أجب عن الأسئلة. 

يوم العيد  

الناس ترقب هلال العيد عند غروب شمس ذلك اليوم، بعد صلاة المغرب. وفي ذاك الهدوء التام يدوي صوت المدفع، معلنًا بأن غدًا العيد. يسمع بعده طنين الناس فتزدحم بهم الأسواق، بمن تأخر في تجهيز نفسه للعيد، أو جاء للفرجة، هذا جاء لشراء ملابس العيد، وذاك ينتظر دوره لدى "المحسن" - أي الحلاق، والآخر جاء لشراء ما يحتاجه في تقديم "الفوالة" وهي ما يقدم للضيف من حلوى ومنفوش وبشمك، يصنع من الطحينية، التي تستخرج من هرس السمسم، ويقال لها "هردة". قبالة دكان المحلوي تيمور، وهو الذي يقوم بصنع الحلوى وبيعها، هناك دكان به طاحونة، يدور حولها حمار معصوب العينين، لا يتوقف عن الدوران، يقال له حمار الهرده، فصار ذلك مثلًا، فإذا قلت لإنسان: لا تحمل هذا العامل فوق طاقته، يقول لك: لا تخف! هذا حمار الهرده! 

صباح يوم العيد خرجت الناس في زينتها، واتجهوا إلى المصلى، والذي كان يبعد عن المدينة بمقدار كيلومتر واحد ونصف الكيلومتر، به منبر إسمنتي بثلاث درجات يقف الخطيب عليه، مواجهًا الصفوف المتراصة، وخطيب الأعياد والجمع هو الشيخ سيف بن محمد بن مجلاد، صاحب الصوت الجهوري.. الرجال والفتيان في الصفوف الأمامية، وفي مقدمتهم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي وإخوته وذووه وأعيان البلد، أما النساء فكن في الصفوف الخلفية، وبأعداد قليلة، فإذا ما فرغوا من صلاة العيد، توجهوا إلى البلد، فإذا ما شاهد أحد الحراس من الحصن قدوم الناس بأثوابهم البيض، أمر بإطلاق المدفع، فيتيقن من يصلهم صوت المدفع قائلين: عيدت الشارقة. 

يتوافد على الحصن المهنئون للشيخ سلطان بن صقر القاسمي بالعيد. ومن بين من يفد كذلك مجموعة الحرس التابعة للشيخ لحراسة الطائرات، وهم من أصل عماني، أسكنوا بالقرب من محطة الطيران في مكان يقال له "المناخ" ورئيسهم يسمى ناصر الزيدي؛ فإذا كانوا في ساحة الحصن، أخذوا يغنون، وهم يرقصون، ويبرز من بينهم اثنان في أياديهم سيوف وتروس، ويقومان بتمثيل مشهد مبارزة، وفي آخر المشهد يطعن أحدهما الآخر، ويقوم بذبحه، ويبقى ممددًا على الأرض، فيخزه بسيفه فينهض واقفًا على رجله، والأولاد مت حلقون حول المشهد، فإذا ما انتهى، أخذوا يجرون في السكك، ومن بيت إلى بيت، يطلبون "العيدية"، وهي قليل من النقود تعطى للأولاد في ذلك اليوم. 

أما في مساء ذلك اليوم، فيتوافد على شجرة الرولة، وارفة الظل، الرجال والفتية والفتيات والأطفال، وتعلق الحبال على الأغصان الكبيرة من شجرة الرولة، وتجلس الفتيات في صفين على الحبال، وتشبك كل فتاة أصابع رجليها بالحبال التي تجلس عليها الفتاة التي تقابلها، فتتكون المرجيحة من ثماني فتيات، أما الفتيان فيقومون بشط المرجيحة، أي إبعادها إلى أعلى بكل عفة، وتباع تحت الشجرة الحلويات والمكسرات. 

أما شيخ الشارقة، فيجلس على الكرسي الكبير وحوله أقرباؤه وأعيان البلد، لتلقي التهاني بالعيد، وإلى جانبهم تقام رقصة العيالة. 

(سَردُ الذّاتِ، سُلطان بن محمّدٍ القاسميّ، مَنشوراتُ القاسِميّ، ص 26 – 30) 

نصائح لأسلوب الكتابة الأدبية: 

·                يشيع استخدام ضمير المتكلم (أنا)، ويمكن استخدام ضمير الغائب (هو) كما في سيرة "الأيام لطه حسين". 

·                 يغلب على كتابة السيرة الذاتية الأدبية أسلوب ذو صراحة وعفوية؛ لذا كن عفويا أكثر. 

·                امزج بين الوصف والتأمل، لا تسرد فقط الأحداث، بل تأمّل معناها. 

·                لا تخف من التعبير عن مشاعرك بصدق: الخوف، الدهشة، الوحدة، الفرح، الفخر. 

·                استخدم صورًا وتفاصيل حسية: وصف شارع، موقف في مكتبة، حديث في قاعة دراسة. 

·                لا تهدف إلى المثالية، بل إلى الصدق الإنساني والتجربة الصادقة