توجيهات:
تعلّم كيفية كتابة قصة قصيرة.
اقرأ النص والنصائح، ثم أجب عن الأسئلة.
النص: أعشاب جدتي "ياسر حارب"
(... قالت أمه عندما أتت به إنه قضى أيامًا لم يأكل فيها شيئًا، وكان نومه قليلاً جدًا. عندما استيقظ طلب بعض الطعام. وضعت أمه كفها على فمها وأجهشت بالبكاء وهي تراه يأكل. هوت على رأس جدتي تقبله، فضحكت جدتي وقالت: "أنا لست إلا أداة في يد الله، يضعني في دروب المرضى لكي يشفيهم بها". ثم وضعت بعض الأعشاب في كيس وطلبت من أمه أن تخلطها بماء مغلي وتتركها حتى تفتر ثم تسقيها لابنها كل يوم.
كان بيت جدتي عيادة مفتوحة، يقصده المرضى من كل حدب وصوب. لم تكن تعالج أجساد الناس فقط، بل أرواحهم أيضًا. كانت تقول إن الروح المتعبة تفسد الجسد، والجسد المتعب يخنق الروح. كانت الأعشاب التي تستخدمها، ويستخدمها سكان الجزيرة العربية، نمط حياة وليست أدوية فقط.
لم تكن فوائدها مكتوبة، بل كانت تُتناقل شفهيًا وبالممارسة من جيل إلى جيل، مثل تعاليم البوشيدو في اليابان. اعتدت الذهاب معها وأنا صغير إلى العطّار، فيناقشها في فوائد الأدوية، ويخبرها بالاكتشافات الجديدة، وتخبره هي بما توصّلت إليه من خلطات أيضًا. إن ما نحفظه في صدورنا يصير أكثر قدسية.. كذلك هي الأعشاب، لم يكن أحد في حاجة إلى تدوينها، فبعض ما يُدوَّن يغدو أقل أهمية.
بعد عشرين عاماً، وقبل أن ترحل عن الدنيا بعدة أشهر، دخل عليها رجل وامرأته وهو يحمل طفلة صغيرة بين يديه. لم يكن من عادتها أن تسأل ضيوفها عن أسمائهم أو سبب زيارتهم، وإنما تكتفي بسؤالهم عن أحوالهم وتقديم الفواكه والقهوة لهم.
شرب قهوته ثم نظر إليها وسألها: "أمي مريم، ألم تعرفيني؟" فقالت إنها قد كبرت في السن ولم تعد ذاكرتها تسعفها في تذكر الناس، فقال: «أنا ذاك الفتى الذي أنقذته من الموت قبل زمن، أنا ابن فلانة». ثم قدم إليها طفلته وقال لها: "هذه ابنتي، وإنّي سميتها مريم". حملتها جدتي وقد تساقطت الدموع من عينيها. قبّلتْها على رأسها وقالت لها: "أبوكِ لم يكن في حاجة إلى دواء، فلقد كفاه صبره عن في ذلك اليوم عن كل أدوية العالم".
إلى أن توفيت جدتي لم أكن أذهب إلى الطبيب، فلقد كان بيتها الصغير عيادتي ...)
نصائح لكتابة قصة سردية قصيرة
1. ابدأ بتحديد الحدث الرئيسي
اختر أهم لحظة في القصة، وهي التي تلخص القصة كلها. (مثال: فزتُ في اليانصيب).
2. رتّب الأحداث:
· ما قبل الحدث الرئيسي: استخدم أفعالًا مثل "حلمتُ"، "مررتُ"، "اشتريتُ" لتصف أحداثًا سبقت الحدث الأهم.
· الحدث الرئيسي: مثل "اكتشفتُ"، "ربحتُ"، "صدمتُ"، وهكذا.
· ما بعد الحدث الرئيسي: استخدم أفعالًا مثل "ذهبتُ"، "واجهتُ"، "استقلتُ" لتصف النتيجة أو النهاية.
3. اختر الشخصيات:
حدد من هو الراوي (أنت أم غيرك)، ومن هم الشخصيات الأخرى (مثل المدير، الزملاء...).
4. قسّم القصة إلى 3 فقرات:
· الحدث الرئيسي (غالبًا البداية الصادمة أو المفاجئة).
· ما حدث قبل الحدث الرئيسي.
· ما حدث بعده (النهاية أو التغيير الحاسم).
5. استخدم أزمنة الأفعال بشكل مناسب:
· الفعل الماضي: للسرد العام للأحداث بالترتيب الزمني.
مثال: استيقظتُ، شاهدتُ، ذهبتُ.
· كان + مضارع: لوصف حالة مستمرة في الماضي.
مثال: كنتُ أشاهد التلفاز.
· قد + فعل ماضٍ أو لما + فعل ماضٍ: لحدث وقع قبل حدث آخر.
مثال: قد حلمتُ بذلك من قبل.
6. اكتب بلغة واضحة وتسلسل منطقي، واجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش القصة معك.